قلق الامتحان عند الأطفال
صباح الامتحان وبشكل فجائي وبعد التحضير الجيد لأيام متعبة من الدراسة والسهر تبدأ الآلام البطنية والصداع عند الأطفال وربما الغثيان والإسهال ...فما الذي يحدث؟
الحقيقة أن ما يمر به الأطفال في فترة الامتحان والتحضير له هو *ضغط نفسي* كبير ينجم عن الخوف من الفشل والخوف من اللوم والخوف من العقاب والخوف من الحرمان والخوف من فقدان المكانة ومن ومن...
فقد نشأ أطفالنا على الدراسة وفق نظام تعليمي قائم على الحفظ والاختزان والاسترجاع للمعلومات والفهم والتذكر والتي تعد من المهارات العقلية الدنيا وفق تصنيف بلوم*
بينما يتجاهل المهارات العليا كالتحليل والتطبيق والتقويم
وبعد اعترافنا وإدراكنا للفروق الفردية بقدرات الأطفال ومهاراتهم، نجد الأوفر حظا منهم هو من يمتلك مهارات استذكار واسترجاع المعلومات، والاقل حظا هو من يبدع ويفند ويستخلص ويحكم ويؤلف ويحلل ويركب...
في الامتحانات يُحاسب الطفل على ملكاته فيجد نفسه مقصرا وملاما ويركض ويجري دون اللحاق بالركب ويزداد شعوره بالدونية وتتناقص ثقته بنفسه عندما يقارن بالآخرين ويزداد الضغط من الأهل عندما يترقبون النتيجة ويتناسون الجهد المبذول، فما يهم هو المجموع والدرجات.
وهنا يصل الطفل إلى التعب دون البوح بمخاوفه وهمومه فيلجأ جسده إلى التعبير عن خوفه باضطرابات الهضم وتشنج العضلات والصداع وتشتت التركيز والنسيان وغيرها... أو قد يلجأ إلى اللامبالاة والاستهتار كحيلة دفاعية لا واعية لتجنب المسؤولية والهرب من الخوف والقلق.
فكيف نخفف الضغط النفسي عن أبنائنا في ظل الامتحانات؟
- البدء *بالتحفيز* للدراسة والتخطيط قبل مدة كافية من خلال وضع جدول يراعي حاجة الطفل للعب والراحة.
- التركيز على المعلومات الهامة والضرورية وتعليم الطفل مهارة التلخيص.
-استغلال ساعات الصباح الأولى حيث يكون نشاط الطفل بأوجه.
- العناية بالنظام الغذائي المتوازن والتركيز على ساعات نوم كافية.
- التركيز على فكرة أن جهد الطفل في الدراسة أهم من الدرجات المتحصلة وأن *الامتحان هو تقويمي* يوضح مافاتنا ليتم تدراكه والابتعاد عن الكارثية والتهويل في حال فقدان درجة أو اثنتين من الدرجات الكلية، من خلال تسليط الضوء على التقدير الجيد والممتاز
- أخيرا قد لا يحصل الطفل رغم جهوده على درجات عالية فلا تقلقوا أيها الوالدين مازلتم جيدين وقادرين على منح الحب اللامشروط واحتضان الطفل والتركيز على نمو جوانب الشخصية المتكاملة المتزنة نفسيا" القادرة على الإبداع في مجالات أخرى بالحياة
إذ لا يعد التحصيل الحياة بأكملها (فالطفل إنسان وليس آلة لحفظ المعلومات وتخزينها)
د. رغد زنتوت
معالجة نفسية للأطفال والمراهقين
في حال كنتم تجدون صعوبة في علاج مشكلات أبناءكم يمكنكم حجز استشارة مع د. رغد زنتوت من حلال الضغط هنا