كيفية علاج الاضطرابات النفسية بالتقنيات الحديثة والمتطورة

كيفية علاج الاضطرابات النفسية بالتقنيات الحديثة والمتطورة

عندما نقول تقنيات حديثة ومتطورة في العلاج النفسي قد يخطر على أذهاننا التقنيات الكلامية أو العلاجات المعرفية السلوكية والتي تعتمد على الجلسات العلاجية بين المعالج والمتعالج وما يجري بها من تعبير عن المشاعر والأفكار وعن ما يمر به المريض من صعوبات ومشكلات

لكن ما نقصده بالتقنيات الحديثة والمتطورة هي في الحقيقة قديمة وتم استعمالها منذ مئات السنين لمعالجة المشكلات النفسية مثل التنويم المغناطيسي والصدمات الكهربائية

وبالرغم أنها في ذاك الوقت قد أبدت نتائج غير مرغوبة عند البعض وذاع صيتها أنها بغير فائدة وأنها تضر بالمريض وتودي به إلى الهلاك إلا أنها اليوم ولحسن الحظ تم تطويرها بشكل كبير ويتم استعمالها للحالات المستعصية في العلاج النفسي للوصول لنتائج سريعة ومرضية ودون ألم 

لنأتي الآن على ذكر هذه التقنيات وفوائدها وفي أي الحالات تستعمل:

أولا: تنبيه العصب الحائر (المبهم): 

تم تطبيق هذه التقنية لأول مرة في علاج الصرع المستعصي في عام ١٩٨٨ وحصلت على ترخيص هيئة الغذاء والدواء الامريكية لاستخدامها لهذا الغرض عام ١٩٩٧ 

فما هي هذه التقنية؟

هي عبارة عن جهاز صغير يشبه البطارية يتم زرعه بعملية جراحية داخل الرقبة ويعطي تنبيهات أو نبضات كهربائية للعصب المبهم وكما هو معروف فإن للعصب المبهم امتداد من الدماغ في الأعلى حتى الأحشاء داخل البطن وتنبيهه يُعتقد أنه يغير من آلية استجابة الدماغ، واستخدامه في الطب النفسي هو فقط في الاضطراب الاكتئابي المعند الذي فشل بالاستجابة لتجربة كافية من حيث المدة الزمنية والجرعات على ٤ مضادات اكتئاب. 

بعض الدراسات التي أجريت على مرضى الاكتئاب باستخدام هذه التقنية تشير إلى أنها فعالة كثيرا ولكن لا توجد دراسات مقارنة ذات مصداقية عالية. ويجب اللجوء إلى هذه الطريقة فقط في حالة فشل كل الطرق الاخرى المثبتة لعلاج الاكتئاب أو فشل العلاج بالصدمات الكهربائية 

ثانيا: التنبيه المغناطيسي عبر الجمجمة: rTMS 

خلال هذه التقنية يتم تمرير جهاز خاص على رأس المريض وضمن مناطق وزوايا معينة يعتقد أن تنبيهها يؤدي إلى استجابة في الاكتئاب. 

الجهاز يولد حقلا مغناطيسيا قويا يؤدي إلى تنبيه المناطق المقصودة من قشرة الدماغ. 

خلال هذه الجلسات يجلس المريض على كرسي يشبه كرسي طبيب الأسنان ويقوم المعالج بتمرير الجهاز على تلك المناطق من فروة الرأس. هذه الطريقة تستعمل في حالات الاكتئاب عند المرضى الذين لم يستطيعوا تحمل التأثيرات الجانبية للأدوية أو في حالات رغبة المريض، لكن في الحالات الشديدة من الاكتئاب يجب عدم اللجوء إلى هذه الطريقة حيث يعتبر العلاج بالصدمات الكهربائية علاجا مثبتا وفعالا جدا في حالات الاكتئاب الشديدة 

ثالثا: التنبيه بالتيار المباشر عبر الجمجمة tDCS 

هو طريقة لا تتطلب الجراحة وفكرتها أن يتم استخدام تيار كهربائي ضعيف الشدة ( ١ إلى ٣ امبير ) ومباشر DC وهذا يحفز مناطق قشرية معينة في الدماغ، فيعتقد أنها مسؤولة عن تنظيم المزاج، هذه الطريقة تستخدم الآن فقط على نطاق الأبحاث ويعتقد أنها مفيدة في بعض حالات الزهايمر وبعض الجلطات الدماغية 

رابعا: العلاج بالصدمات أو التخليج المغناطيسي MST 

طريقة حديثة جدا تم تطويرها في عدد من مراكز الأبحاث في أمريكا وعدد من الدول الأوروبية. تتم هذه الطريقة باستخدام حقل مغناطيسي متناوب وقوي جدا يخترق الجمجمة لينبه مناطق واسعة من قشرة المخ والدماغ ويؤدي إلى حدوث نوبة صرعية أو اختلاجية تشبه ما يحدث في حالة الصدمات الكهربائية ويتم التحكم في شدتها وفي فترتها الزمنية. 

هذا العلاج يتم اعطاؤه كما في حالة الصدمات الكهربائية تحت التخدير العام وباستخدام المرخيات العضلية الوريدية، ويعتقد أن له نفس فعالية العلاج بالصدمات الكهربائية ولكن مع تأثيرات جانبية أقل. 

خامسا : تنبيه الدماغ العميق DBS

هي طريقة جراحية تعتمد على إحداث ثقوب بالجمجمة من قبل جراح المخ والأعصاب والذي يقوم بتوجيه مساري وأقطاب على تماس مع النوى تحت القشرية وبعض السبل البيضاء داخل الدماغ وذلك بالاستعانة بالاشعة المقطعية التصويرية الموجهة للوصول إلى تلك المناطق بدقة متناهية، وبعد ذلك يتم توصيل هذه الأقطاب في المرحلة الثانية إلى بطارية تعطي نبضات كهربائية تزرع تحت الجلد في أعلى منطقة الصدر بواسطة أسلاك تحت الجلد.

هذه الطريقة حديثة ولاتزال قيد البحث حيث يعتقد فائدتها في علاج الاكتئاب المعند والمستعصي على العلاج الدوائي وطرق العلاج الاخرى ولاتزال هذه الطريقة غير مرخصة وتستخدم في المراكز البحثية فقط . 

سادسا: العلاج بالصدمات الكهربائية ECT 

وهي حتى الآن أكثر الطرق فعالية في علاج الاكتئاب الشديد وتقدر فعاليتها بأكثر من ٧٠% أي ٧ مرضى على الأقل من كل ١٠ يستجيبون لهذه الطريقة. 

تعطى بشكل جلسات يتراوح عددها من ٦ إلى ١٢ جلسة وتحت 

التخدير العام مع إعطاء المرخيات العضلية، بعدها يتم وضع قطبين على الدماغ ويرسل تيار كهربائي لفترة قصيرة جدا وذلك لإحداث نوبة اختلاجية أو صرعية لمدة محددة تتراوح ما بين ٢٠ إلى ٦٠ ثانية في الحالات المثالية. 

هذه الطريقة يجب أن تعطى فقط بحالات اكتئاب محددة يقدرها الطبيب النفسي المعالج وتستلزم الحصول على موافقة موقعة من قبل المريض بعد قرائته لكافة الشروط والتأثيرات الجانبية وبعد أن تشرح له بشكل تفصيلي، ويستطيع سحب موافقته في أي مرحلة من مراحل العلاج وحتى بعد تلقيه جلسة واحدة فقط. 

كما يجب أن يجرى للمريض عدد من الفحوصات مع تخطيط قلب كهربائي ويجب أن يتم تقييمه من قبل طبيب التخدير قبل بدء الجلسات.

هذه التقنيات وغيرها تستعمل في أفضل المستشفيات المعتمدة عالميا في تركيا لعلاج الاضطرابات النفسية والعصبية 

ولا بد أن نذكر أنه حتى مع وجود بعض الآثار الجانبية الخفيفة لهذه التقنيات إلا أنها غير مؤذية وآثارها ليست دائمة

بقلم الدكتور حسام الدين محمد

—----------

وحرصا منا على حصولكم على أفضل الخدمات العلاجية نوفر لكم هذه التقنيات وغيرها في المستشفيات المتعاقدين معها في بيت سلام ضمن برنامج أبيدوريا للوصول للعافية النفسية والجسدية والعيش بسلام..

لمعلومات أكثر تواصلوا معنا عبر الرقم 00905395530533

مع تحيات إدارة برنامج أبيدرويا