طفلي يشاهد كوابيس أثناء نومه… ويحلم بأشياء مخيفة؟
طفلي يواجه صعوبة في الدخول في النوم، ويقول إنه يتخيل أشياء مخيفة في الظلام؟؟
طفلي يستيقظ ليلاً ويأتي للنوم جانبي وهو خائف؟
كثيرا ما ترد مثل هذه الشكايات إلى عيادة الأطفال.. وتسبب بعض الأحيان الكثير من القلق للآباء والأمهات، وقد تسبب هذه الأمور مشكلات أخرى مثل التبول اللاإرادي، ونوبات الغضب والتوتر لدى الطفل، فما هي الأسباب المحتملة وراء ذلك، وكيف نساعد الطفل؟
قد تكون هناك عدة أسباب محتملة وراء تجربة طفلك الكوابيس والخوف أثناء النوم، والذي يمكن أن يسبب له الكثير من مشكلات النوم. من بين الأسباب الشائعة:
1. الخيال النشط لدى الطفل: قد يكون لدى الأطفال خيال قوي ونشط، مما يؤدي إلى تخيلهم أشياء مخيفة قبل النوم أو أثناء الدخول في النوم.
2.التوتر والقلق: يمكن أن يعاني الأطفال من التوتر والقلق الناتج عن أحداث في حياتهم اليومية، مثل التغييرات في المدرسة أو المنزل، أو التعرض لأحداث مخيفة في الواقع مثل سرد القصص المخيفة لهم من قبل أفراد الأسرة أو تهديدهم بشخصيات مخيفة (غول النوم، شيخ الأكل، شرطة الأطفال..!! أو تهديدهم برميهم أو تركهم خارج المنزل إن لم يناموا مثلاً..) وقد ينعكس كل هذا التوتر والخوف في أحلامهم الليلية.
3.الشاشات والأفلام المخيفة: قد يتأثر الأطفال بالمشاهد المخيفة التي يشاهدونها على الشاشات المختلفة، وتترسخ هذه المشاهد في ذهنهم وتظهر في أحلامهم لاحقاً.
4.البيئة المحيطة: إذا كان هناك أشياء مخيفة في غرفة النوم، مثل دمى لها ظلال أو صور مرعبة، قد تثير خيال الطفل وتسبب له الخوف والكوابيس.
5.التطور العقلي: من المعروف أن هناك مراحل عمرية يكون فيها لدى الطفل فهماً محدوداً للعالم، وقدرة محدودة على التمييز بين الواقع والخيال. قد يجدون صعوبة في معالجة الأمور المرعبة ويتداخل لديهم الواقع بالخيال ويظنون مثلاً أن ما شاهدوه في الكابوس قد ظهر لهم في الواقع.
6.للصدمات النفسية ومرور الطفل بأحداث وظروف قاسية دور أيضا في نشوء وتطور مثل هذه الأمور مثل الكوابيس والخوف.
لمساعدة طفلك، يمكنك اتباع بعض النصائح:
إنشاء بيئة نوم آمنة: تأكد من أن غرفة النوم مريحة وتُشعر الطفل بالأمان. قم بإزالة أي عناصر مخيفة واستبدلها بأشياء مهدئة ومريحة، مثل دمى محببة أو ألعاب مفضلة مع الانتباه ألا يكون لها انعكاسات أو ظلال ليلاً.
وضع جدول ثابت للنوم: قم بتطبيق جدول ثابت للنوم يشمل وقت النوم ووقت الاستيقاظ، حتى يتمكن طفلك من الحصول على كمية كافية من النوم.
ضع روتيناً مهدئاً قبل النوم يشمل تمارين الاسترخاء والتهدئة، وقراءة قصة مشوقة مثلاً أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.
تجنّب المواد المنبهة قبل النوم: تجنب تناول الطعام الثقيل والمشروبات المحتوية على الكافيين قبل النوم، حيث يمكن أن تؤثر على نوعية النوم وتجعل الطفل أكثر انفعالًا.
الاستماع والإنصات والتفهم: قم بمناقشة مخاوف الطفل واستمع إلى ما يشعر به. حاول أن تفهم مصدر القلق الذي يعاني منه واطلب منه أن يشاركك بمشاعره، ولا تقلل من شأنها أبداً أو تسخر منها، سمها له وساعده على تحديدها.. (مثلاً قل له: هل تريد أن تقول لي أنك خائف من كذا...؟ أين تشعر بهذا الخوف في جسمك...؟ هل تعرف لماذا تخاف من...؟) اشرح له مثلاً بأن الأحلام هي مجرد صور في عقلنا ولا يمكن أن تؤذينا في الحقيقة، أخبره أنك حتى أنت اختبرت في يوم من الأيام هذه الأنواع من المخاوف عندما كنت طفلاً وأن تحترم مشاعره وتتفهم خوفه.
زود الطفل بتقنيات للتعامل مع الكوابيس: قم بتوجيه طفلك حول كيفية التعامل مع الكوابيس إذا حدثت. اشرح له أنه يمكنه تصوير نهاية الكابوس بشكل إيجابي وسار، مثل تحويل الأشرار إلى أصدقاء، أو تخيل نفسه البطل الذي يهزم الوحوش... هذا يمكن أن يساعد في تغيير التفكير السلبي وإعادة السيطرة على الأحلام المخيفة، وهناك تقنية جميلة ولطيفة تدعى تسخيف المخيف، وهي رسم محتوى الكابوس إن كان يحتوي على كائنات أو عناصر مخيفة ومن ثم العمل على إضافة عناصر مضحكة على الشكل الأصلي ..كأن يضع طربوش المهرج على رأس الكائن المخيف ويلبسه ثياباً مزركشة، أو يقوم بوضع رباطات الشعر الوردية على أدنيه وصنع ذيل ملون له … بحيث يصبح الاقتران بين الشكل ومشاعر الخوف والذعر أقل، وتصبح مع الوقت مقترنة مع مشاعر مختلفة عادية ومحايدة أو سارة.
استخدم تقنيات التهدئة: قد تساعد تقنيات التهدئة في تخفيف القلق والخوف، مثل التنفس العميق والتأمل. يمكنك تعليم طفلك كيفية التنفس ببطء وعمق عندما يشعر بالخوف، مما يساعده على الاسترخاء وتهدئة عقله.
قم باحتضان طفلك: قدم الدعم والحنان لطفلك. قم بالاحتضان وتهدئته عندما يستيقظ ليلاً ويشعر بالخوف. قد يحتاج إلى شعور بالأمان والحماية للمساعدة في تخفيف قلقه.
قم باستشارة مختص نفسي إذا كان لدى الطفل تاريخ صدمي، أن إذا كان قد تعرض سابقاً لصدمة نفسية أو حدث مجهد وضاغط.
إذا استمرت مشكلة الكوابيس والخوف لدى طفلك لفترة طويلة وأثرت سلباً على نومه وحياته فقد يصبح ضرورياً استشارة متخصص في الصحة النفسية لتقييم الوضع وتقديم العلاج والدعم المناسب.
كتابة الاخصائي : بسام الحوارني