Bir oturum ayırtın
  • Ana Sayfa
Bize Katıl
Makaleler sayfasına dön
إطفاء وتجاهل السلوك هل ينفع في تعديله دوما؟
Educational Therapy

لنتخيل أن شخصاً ما يقوم بالطرق على باب أحد المنازل...

ماذا سيحدث برأيكم إن لم يفتح له أحد في البداية؟!

على الأغلب سوف يستمر بطرق الباب وبطريقة أشد … وسوف يشتد طرقه للباب أكثر إن كان متأكداً أن هناك أحدا ما في الداخل، ولكن ماذا لو لم يُفتح له الباب رغم ذلك أيضاً؟! غالباً سوف يجرب طريقة ثانية وربما ثالثة في محاولة لجعل من في الداخل يفتح له، في النهاية سوف يحدث أحد أمرين، إما أن يستسلم من في الداخل ويفتح له الباب، فيستنتج هذا الشخص أن طريقته قد نجحت وبالتالي سوف يستخدمها في المستقبل وفي كل الحالات المشابهة، أو أن صاحب المنزل سوف يستمر بتجاهل الطرق على الباب مما سيدفع هذا الشخص في الخارج إلى التوقف نهائياً عن طرق الباب بهذه الطريقة وينصرف.. وربما سوف يعتبرها طريقة غير مجدية في المستقبل. 

هذا تقريباً ما يحدث عندما نقرر استخدام التجاهل أو الإطفاء لسلوكيات الأطفال غير الجيدة، التي يهدفون من خلالها إلى جذب انتباه الآخرين مثلاً أو الحصول على اهتمامهم.

والإطفاء أو التجاهل من أكثر تقنيات تعديل السلوك فعالية في هذا الجانب، وهو يقوم على فكرة أساسية وهي أن كل سلوك لا يعزز أو يكافأ يتلاشى ويختفي، والتجاهل هنا لا يعني استخدام العناد مقابل العناد وهو أمر غير محمود عموماً، ولا يعني كذلك اللامبالاة المطلقة التي لا تراعي مشاعر الطفل أو الشخص الآخر والتي يمكن أن تؤدي إلى خلق مشاعر عدائية لديه، وإنما هو ببساطة رساله مفادها أن التواصل الجيد يقابله تواصلا جيداً أما السلوك السلبي فلن يلقى تعزيزاً أو اهتماماً.


ولكن هل كل السلوكيات يمكن تجاهلها ؟ 


بالطبع لا، فالسلوكيات التي تنطوي على خطر بالنسبة للطفل أو الآخرين لا يمكن تجاهلها، وعلينا أن لا نستخدم هذا الاسلوب إن لم نكن متأكدين من قدرتنا على استخدامه للنهاية، لأن قطع التجاهل في حالة ازدياد السلوك سوف يعتبره الطفل تعزيزا له، وسوف يقوى ويستمر بشكل أكبر في المستقبل، وفي المقابل هناك الكثير من السلوكيات التي يمكن أن يستخدم معها هذا الأسلوب مثل بكاء الطفل وصراخه في الشارع للحصول على انتباه والديه أو للحصول على شيء ما، وطلب الطفل الإجابة على سؤال معلمه بالصراخ والخروج من المقعد، والتظاهر بالمرض من قبل الطفل كي لا يذهب إلى المدرسة، أو إظهار شخص ما سلوك استفزازي لفظي مثلا تجاه شخص آخر .. وفي الأخير قال الشافعي: 

إذا نطق السفيه فلا تجبه      فخيرٌ من إجابته السكوت 

فــــــــــــــــــإن كلمته فرّجت عنــــــــه      وإن خليته كـــــمــــــــــــدا يموت  


هل يتوقع من السلوك أن ينتهي أو ينطفئ فور تجاهله؟

أيضا لا، فأغلب الحالات نرى فيها ازدياداً في السلوك في البداية (ظاهرة انفجار السلوك) وهذا بحد ذاته يعتبر مؤشراً على فعالية التجاهل، كما رأينا في سيناريو طرق الباب سابقاً، ومن المهم هنا الاستمرار ومن قبل الجميع بالتجاهل التام وقطع أي نوع من أنواع التعزيز. 


هل التجاهل يمكن أن يؤدي إلى إطفاء السلوك السلبي فقط؟ 


مرة أخرى لا، فالتجاهل يمكن أن يؤدي إلى إطفاء السلوك الجيد كما السلوك السيء، فالطفل الذي يقوم بترتيب غرفته ليلفت انتباه والده ويحصل على المديح والثناء سوف يتوقف عن ذلك إن تكرر تجاهل والده له، ولذلك يجب أن ننتبه أن التعزيز المناسب وفي الوقت المناسب مهم جدا للطفل. 


هل يمكنني استخدام التجاهل أو الإطفاء لكل سلوك سلبي يقوم به الطفل؟ 

طبعاً لا يجب استخدام هذا الأسلوب إذا لم نكن نعرف ما هي معززات الطفل التي يسعى إلى الحصول عليها من خلال هذا السلوك وأهدافه منه، أو المخاطر التي يمكن أن تعيق استخدامنا له. فمثلا سوف يكون من غير المجدي أن تقرر أم تجاهل بكاء طفلها والذي يستخدمه كطريقة غير مقبولة أو مناسبة لعمره كي يجذب انتباهها ويحصل على اهتمامها، ثم تلتفت له بعد ارتفاع حدة البكاء كي لا يسبب ذلك ازعاجاً للجيران مثلا، أو بعد طلب الآخرين منها تهدئته وتلبية طلبه. ثم إن هذا التجاهل يصبح خاطئا إذا استخدمناه مع طفل صغير (رضيع) مثلا لا يستطيع التعبير عن احتياجاته سوى بالبكاء، وهنا يجب أن ننتبه إلى نصيحة خاطئة يتم تداولها بأن الأم يجب أن لا تعود رضيعها على حمله كلما بكى، وأن عليها أن تتركه حتى يسكت وهذا خطأ كبير سوف يجعل الطفل يشعر بعدم الأمان وعدم الثقة في الآخرين. 


هل يمكن أن نستخدم التجاهل أو الإطفاء لوحده وهل يكون كافياً؟


بما أننا نستهدف السلوك غير النافع أو غير المناسب لدى الطفل من خلال استخدامنا للتجاهل، فمن الطبيعي أن نستخدم أساليب أخرى إيجابية عند توقف الطفل عن هذا السلوك أو قيامه بسلوكيات أخرى مقبولة، مثل تعزيز غياب السلوك وتعزيز السلوك البديل الجيد (وهو ما يسمى بالتعزيز التفاضلي)، ولكن من المهم جدا هنا أن نترك زمنا فاصلاً بسيطا بين السلوكين (السلوك الذي تم تجاهله و توقف الطفل عن القيام به، والسلوك الإيجابي الذي قام به الطفل لاحقاً) كي يعرف ويدرك الطفل أن التعزيز تم على السلوك الجيد فقط، ولنفترض أنه في المثال السابق قد توقف الطفل عن البكاء، فهنا يجب أن لا نلتفت إليه مباشرة بل يجب ترك مسافة زمنية قصيرة فاصلة لا تتعدى الدقيقة بين توقفه عن البكاء والتفاتنا له.

في النهاية، تعتبر تقنية الإطفاء أو التجاهل من التقنيات الفعالة جدا في حال عرفنا جيدا متى ومع أي السلوكيات تستخدم.


المختص النفسي واختصاصي التربية الخاصة وتعديل السلوك

أ. بسام الحوراني


إذا كنتم تواجهون مشكلة بتعديل سلوكيات أطفالكم

يمكنكم حجز استشارة مع المختص النفسي أ. بسام الحوراني من خلال الضغط هنا